يستهل شهر رمضان أول أيامه على الفسطينيين في أجواء كئيبة وسط إجراءات أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية وشبح الحرب والجوع في غزة، مع تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
ووسط حطام غزة ذاتها، حيث تجمع نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة رفح الجنوبية، وحيث يعيش الكثير منهم في خيام بلاستيكية ويواجهون نقصا حادا في الغذاء والماء.
ونقالًا على لسان مها، أم لخمسة أطفال والتي كانت عادة ما تستقبل رمضان وتملأ منزلها بالزينة وثلاجتها بالإمدادات اللازمة لوجبة الإفطار “لم نقم بأي استعدادات لاستقبال رمضان، لأننا صيام منذ خمسة أشهر”.
في المقابل، قالت نهاد الجد التي نزحت مع عائلتها في غزة “رمضان شهر مبارك رغم أن هذا العام ليس مثل كل عام، لكننا صامدون وصابرون، وسنستقبل الشهر كعادتنا بالزينة والأغاني والدعاء والصيام”.
انتشار الجوع
ويستقبل سكان غزة رمضان “مع انتشار الجوع الشديد واستمرار النزوح والخوف والقلق وسط تهديدات بعملية عسكرية على رفح”.
أما في الضفة الغربية، التي شهدت أعمال عنف غير مسبوقة من قبل على مدى أكثر من عامين وتصاعد آخر منذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، فلا تزال المخاطر مرتفعة جدًا أيضًا. حيث تستعد مدن مضطربة مثل جنين وطولكرم ونابلس لمزيد من الاشتباكات، وسط استنفار وعنف إسرائيلي.
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الجوع يحاصر القطاع الفلسطيني، مؤكدة أيضا إلى أن الوضع في شمال غزة مأساوي، حيث تمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.
كما يشار إلى أن ما يقرب من 300 ألف فلسطيني في شمال القطاع محرومون منذ نحو شهر من دخول شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وسط تحذيرات دولية وأممية من شبح المجاعة الذي يحاصر آلاف الغزييين بشكل خانق منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.