السمنة من التحديات الصحية الكبيرة التي يواجها الملايين من الناس، حيث أثبتت الدراسات أن في 2022 كان هناك 2,5 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن منهم 890 مليون شخص من المتعايشين مع السمنة.
وهذا يؤدي إلى أحتمالية الأصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولحسن الحظ هناك خيارات جراحية فعالة متاحة للمساعدة في إنقاص الوزن والتغلب على هذه المشكلة الصحية منها تكميم المعدة وتحويل المسار.
على الرغم من أن هذين الإجراءين يهدفان إلى نفس الغرض – وهو المساعدة في إنقاص الوزن – إلا أنهما يختلفان في طريقة العمل وفي المزايا والعيوب المرتبطة بكل منهما.
وفي هذا المقال، سنتعرف على الفرق بين تكميم المعدة وتحويل المسار بالتفصيل، بما في ذلك كيفية عمل كل منهما، ومقارنة مزايا وعيوب كل إجراء، وتحديد أي منهما قد يكون الأنسب للمرضى في ظروف محددة.
ما هو تكميم المعدة؟
تكميم المعدة هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة جزء كبير من المعدة لتقليل حجمها وحد قدرتها على استيعاب الطعام. يتم إجراء هذه العملية عبر جعل المعدة ذات شكل أنبوبي طويل وضيق، مما يقلل من سعتها ويساعد على الشعور بالشبع بكمية أقل من الطعام.
خلال هذه العملية، يتم إزالة ما يقرب من 80-85% من المعدة، ويتم ترك فقط جزء صغير منها على شكل أنبوب ضيق. ويتم إغلاق الجزء المتبقي من المعدة بخياطة أو بمشبك معدني خاص. هذا التغيير الهيكلي في المعدة يؤدي إلى انخفاض كبير وملحوظ في كمية الطعام التي يمكن للمريض تناولها في كل وجبة، مما يساعد على إنقاص الوزن.
مزايا تكميم المعدة:
1. فقدانكبير للوزن : يمكن أن يؤدي تكميم المعدة إلى فقدان وزن كبير، عادةً ما يتراوح بين 60-80% من الوزن الزائد، هذا الفقدان الكبير في الوزن له فوائد صحية كبيرة.
2.تحسن في الصحة: فقدان الوزن الكبير الناتج عن تكميم المعدة يمكن أن يحسن من العديد من المؤشرات الصحية، كما يساعد ذلك في انخفاض ضغط الدم وتحسن مستويات الكوليسترول ومعالجة داء السكري من النوع الثاني.
3. قابلية للعكس: إذا لزم الأمر، يمكن تغيير الإجراء الجراحي لتكميم المعدة وإعادة توصيل المعدة إلى حجمها الطبيعي، مما يجعلها خيار مثالي للبعض.
4. انخفاض مخاطر الأصابة بالسرطان: قد يقلل تكميم المعدة من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة.
عيوب تكميم المعدة:
1. وجود مخاطر جراحية: كما هو الحال مع أي إجراء جراحي، تكميم المعدة ينطوي على مخاطر مثل (النزيف وااللتهابات وتسرب السوائل).
2. نقص التغذية: بعد العملية، قد يعاني المرضى من نقص في بعض المغذيات الهامة مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن، مما يتطلب متابعة طبية وجرعات إضافية من المكملات الغذائية.
3. صعوبة القدرة على تناول بعض الأطعمة: بعض المرضى قد لا يتحملون تناول بعض الأطعمة الصلبة أو الغنية بالدهون وذات السعرات العالية بعد العملية.
4. خطر إعادة الزيادة في الوزن: على الرغم من الفقدان الكبير في الوزن في البداية، قد يعاني بعض المرضى من إعادة الزيادة في الوزن مرة أخرى على المدى الطويل.
ما هو تحويل المسار؟
تحويل المسار هو نوع آخر من الجراحات التي تستهدف علاج السمنة. حيث أن في هذه العملية، يتم إجراء تغييرات في مسار الأمعاء لتقليل قدرة الجسم على امتصاص الطعام والسعرات الحرارية.
أثناء تحويل المسار، يتم عزل جزء من المعدة وتوصيله مباشرةً بجزء من الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى التقليل من قدرة الجسم على امتصاص المغذيات والسعرات الحرارية. يتم إجراء هذا الإجراء عن طريق إنشاء مسار جديد للطعام، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في كمية الطعام التي يتم امتصاصها.
مزايا تحويل المسار:
1. فقدان وزن كبير: مثل تكميم المعدة، يمكن أن يؤدي تحويل المسار إلى فقدان وزن كبير، عادةً من 60% إلى 80% من الوزن الزائد في الجسم.
2. تحسن في المشاكل الصحية: كما هو الحال مع تكميم المعدة، فإن فقدان الوزن الناتج عن تحويل المسار له فوائد صحية كبيرة، بما في ذلك تحسين ضغط الدم ومستويات الكوليسترول ومعالجة داء السكري من النوع الثاني والعديد من الأمراض المزمنة والمرتبطة بالسمنة.
3. تأثيره طويل الأمد: تحويل المسار هو إجراء دائم نسبيًا، مما يجعله أكثر فعالية على المدى الطويل من بعض الخيارات الأخرى لإنقاص الوزن.
عيوب تحويل المسار:
1. مخاطر جراحية: مثل تكميم المعدة أيضا، حيث يوجد خطر محتمل للمضاعفات الجراحية مثل النزيف والالتهابات وتسرب السوائل.
2. نقص التغذية: بعد العملية، قد يكون المريض عرضة للأصابة بنقص في مغذيات معينة مثل البروتين والحديد والكالسيوم والفيتامينات، مما يتطلب متابعة طبية وجرعات إضافية من المكملات الغذائية.
3. سوء امتصاص: نتيجة لتغيير مسار الأمعاء، قد يعاني المرضى من سوء امتصاص بعض المغذيات الهامة.
4. مشاكل في المعدة: قد يعاني بعض المرضى من إسهال وغازات متكررة بسبب التغييرات في مسار الأمعاء.
5. خطر إعادة الزيادة في الوزن: على الرغم من الفقدان الكبير في الوزن في البداية، ولكن قد يعاني بعض المرضى من إعادة الزيادة في الوزن على المدى الطويل أيضا.
الاختلافات الرئيسية بين تكميم المعدة وتحويل المسار هي كيفية عمل كل منهما:
تكميم المعدة: يقلل من حجم المعدة عن طريق إزالة جزء كبير منها، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع بكمية أقل من الطعام.
تحويل المسار: يحدث تغييرات في مسار الأمعاء لتقليل قدرة الجسم على امتصاص المغذيات والسعرات الحرارية.
بشكل عام، يميل تحويل المسار إلى تحقيق فقدان وزن أكبر وأكثر استدامة على المدى الطويل مقارنةً بتكميم المعدة. ومع ذلك، ينطوي تحويل المسار على مخاطر أكبر للنقص التغذوي وسوء الامتصاص.
تحديد الخيار الأنسب:
عند تحديد ما إذا كان تكميم المعدة أو تحويل المسار هو الخيار الأنسب، يأخذ الأطباء في الاعتبار عدة عوامل مثل:
- مؤشر كتلة الجسم (BMI) للمريض.
- وجود أي مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالسمنة مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- عامل السن للمريض ووضعه الصحي بشكل عام.
- درجة التزام المريض والتفضيلات ومدى استيعاب المريض للتغييرات في نمط الحياة اللازمة بعد الجراحة.
يُنصح بتكميم المعدة كخيار أولي في كثير من الحالات، نظرًا لبساطة الإجراء وسجله الحافل في تحقيق فقدان وزن كبير. ومع ذلك، في بعض الحالات الأكثر تعقيدًا أو عند وجود مشاكل صحية معينة، قد يكون تحويل المسار هو الخيار الأكثر ملاءمة.
الخلاصة:
على الرغم من أن تكميم المعدة وتحويل المسار يهدفات إلى نفس الغرض وهو المساعدة في إنقاص الوزن الزائد، إلا أنهما يختلفان في الطريقة التي يعملان بها. يحدث تكميم المعدة تغييرات هيكلية في المعدة لتقليل حجمها، بينما يجري تحويل المسار تغييرات في مسار الأمعاء لتقليل قدرة الجسم على امتصاص المغذيات والسعرات الحرارية.
كلا الإجراءين ثبت أنهما طريقتان فعالتان لتحقيق فقدان وزن كبير والتحسن في الصحة العامة للمرضى. ولكن يجب على الأطباء أخذ العوامل الفردية للمريض بعين الاعتبار لتحديد الخيار الأنسب له. هذا القرار سيعتمد على عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم والحالة الصحية والتفضيلات الشخصية.
في النهاية، سواء اختار الطبيب تكميم المعدة أو تحويل المسار، فإن كلا الإجراءين يمكن أن يكونا خيارات فعالة لمعالجة السمنة واضطرابات الصحة المرتبطة بها.