” سامر رجب يكتب : بعد جدل كبير حول مسلسل الحشاشين المستشار تركي آل الشيخ يحسم الأمر “
بعد عرض أول حلقتين من مسلسل الحشاشين كان هناك اختلاف في الآراء علي منصات السوشيال ميديا حول اختيار صناع العمل ل اللهجة المصرية بدلا من العربية الفصحى.
وهنا نلاحظ ان دراما «الحشاشين» جددت النقاش حول العامية والفصحى، واللغة الأفضل لتقديم عمل درامى كبير مثل الحشاشين، فقد جاء العمل باللهجة المصرية، السهلة المشتركة، وهى اللهجة التى سادت الأعمال الدرامية على مدى عقود، وتشهد انتشارا وسهولة فى التلقى تقريبا بكل الدول العربية.
وبشكل عام فإن الجدل والنقاش حول الفصحى والعامية، هو نقاش أغلبه صحى، ويعد استكمالا لمناقشات تدور على مدى سنوات وعقود حول العامية والفصحى وحدود كل منهما، انتهى لصالح كون العامية المصرية لا تبتعد كثيرا عن الفصحى السهلة، أو ما يسمى الفصحى الإعلامية، التى سادت بالصحف أو غيرها، وإذا عدنا إلى مناقشات قبل سنوات حول شعر العامية والفصحى، ويومها أعلن الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى وآخرون أن العامية المصرية أقرب للقراءة والفصحى، وأنها ليست لهجة محلية أو جهوية.
المسلسل من الأعمال الكبرى للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، بطولة كريم عبدالعزيز، ونيقولا معوض، وفتحى عبدالوهاب، وأحمد عيد، وإنتاج سينرجى، وتم تصويره بين أماكن مختلفة بعضها فى آسيا الوسطى فيما يتعلق بالعمل الدرامى الحشاشين، فأحداثه تدور خلال القرنين الحادى عشر والثالث عشر ميلادية، والقرن الخامس والسابع الهجرى عن جماعة أسسها حسن الصباح، من فرقة إسماعيلية نزارية، باطنية وتدور الأحداث بين إيران والشام ومصر، وتتضمن تأسيس جماعة سرية تنفذ اغتيالات وتعد قاعدة للحركات الإرهابية، ونجحت فى تنفيذ اغتيالات لعدد من الخلفاء والوزراء خلال صداماتها الطويلة مع العبيديين «الفاطميين» والعباسيين والسلاجقة والخوارزميين والأيوبيين والصليبيين، وقضى عليها فى فارس هولاكو قائد المغول، وفى الشام الظاهر بيبرس قائد المماليك.
جماعة الحشاشين نشأت فى عصر الدولة العباسية، والفاطميون فى مصر والمغرب أقاموا حضارة ونهضة اقتصادية وسياسية لا تزال آثارها موجودة فى الثقافة والمجتمع، وهم الذين أنشأوا الجامع الأزهر، بينما الحشاشين جماعة أسست للإرهاب، وهى ضمن جماعات اختلطت فيها العقيدة بالإرهاب.. «الحشاشين» فى فترة متشابكة، ومتقاطعة، وهناك خلافات واسعة بين المؤرخين حول الأحداث التاريخية، حسب زاوية النظر، وحسب الانحياز لهذه الفرقة أو تلك.
بعض من يعترضون على اللهجة فى الحشاشين، ينطلقون أحيانا من زاوية أن العمل تاريخى، ويتجاهلون أن الأعمال التى تقدم حول أحداث وأشخاص تاريخية هى أعمال درامية، ولا يمكن محاسبتها باعتبارها تاريخا، وهذا ينطبق على بعض الأعمال الروائية التى تناولت الحشاشين أو باقى الطوائف والفرق، التى تثار حولها المناقشات والمجادلات.
ثم إن العامية المصرية ظلت على مدى عقود هى اللهجة السائدة فى الدراما وتحظى بانتشار ويفهمها كل العرب، على العكس من لهجات أخرى يصعب فهمها حتى فى بعض المناطق فى نفس البلد، واللهجة المصرية العامية تحمل ما يمكن تسميته «الفصعامية»، وعلى مدى عقود كانت هناك محاولات لا تخلو من شعوبية أرادت أن تفرض أنواعا من اللهجات أو الكتابات فى الدراما أو الصحافة، لكنها ذهبت واختفت، ليس لشىء إلا لكون اللهجة المصرية تحمل الفصحى السهلة، وتتحمل كل المواقف.
ولكن كان للمستشار تركي آل الشيخ رأي واضح وصريح يعتبر حسم به الأمر نظرا لشهرته وانجازته الكبيرة خلال الفترة الماضية بين الجمهور العربي والعالمي .
” فكتب المستشار تركي آل الشيخ بوست علي منصة فيسبوك :
” من حق صناع مسلسل الحشاشين اختيار اللغة التي تناسبهم واللهجة المصرية عريقة ومفهومة في كل العالم العربي … الأتراك عند انتاجهم مسلسلات تكون بلغتهم وكذلك الاجانب في الغرب … اللغة الفصحى قد لاتجذب شريحة من الشباب … انا أحب الفصحى لكن غيري قد لايفضلها … أي عمل لكريم عبدالعزيز أشوفه رغم اني مقل في الفترة الأخيرة في مشاهدة الأعمال العربية … وأطمح دائماً للوصول لمستوى الإنتاجات الغربية وجودتها … مسلسل الحشاشين انتاج ضخم وخطوة في الطريق الصحيح للوصول للمستوى العالمي … لو انتج مسلسل عن الفراعنه هل سيكون مناسب اللغة الهيروغليفية مثلاً!!! قطعاً لا بلغة العصر أوقع وأحسن … نحن الآن بصدد إنتاج سعودي ضخم برعاية الترفيه ومحتار في اختيار الفصحى او العامية للانتشار خطوة الحشاشين شجعتني للتفكير “