قالت صحيفة “هآرتس” إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تملك بيانات تفصيلية لأكثر من ألفي جندي إسرائيلي، مشيرة إلى أن المقاومة الفلسطينية سربت بياناتهم بغرض “الانتقام من قتلة أطفال غزة“.
وبحسب الصحيفة، أنشأت حماس ملفات مفصلة لعدد كبير من الجنود الإسرائيليين، ضمنتها الاسم الكامل للجندي، قاعدة عمله أو وحدته، رقم هويته، رقم هاتفه المحمول، عنوان بريده الإلكتروني، حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أسماء أفراد عائلته، وأحيانا كلمات المرور، وأرقام لوحات سياراتهم، وأرقام بطاقات الائتمان الخاصة بهم، ومعلومات حساباتهم المصرفية.
وضربت الصحيفة الإسرائيلية مثالا ببعض الجنود مثل “ي” الذي يعمل فنيا رئيسيا في سرب مقاتلات، و”ع” الذي يشغل دورا رئيسيا في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي، و”س” الذي يملك الوصول إلى تقنيات متقدمة، و”ك” الطيار في سلاح الجو، وقالت إن القاسم المشترك بينهم هو أن أسماءهم هي ضمن القوائم الاستخبارية التفصيلية التي أعدتها حماس.
ويتراوح طول الملفات المتعلقة بالجنود المختلفين من بضع صفحات إلى أكثر من 200 صفحة، وكانت تتداول عبر الإنترنت لعدة أشهر، وأعيد نشرها ومشاركتها مع مجموعة من الصحفيين الاستقصائيين الدوليين بقيادة “بيبر تريل ميديا” بالشراكة مع “داي تسايت” و”زد دي إف” في ألمانيا، و”دير ستاندارد” في النمسا و”هآرتس” الإسرائيلية.
وتم جمع التقارير المتعلقة بالجنود الإسرائيليين عن طريق مزيج من المعلومات التي تم تسريبها أو أخذها من اختراق يُرجح أنه استهدف موقعا غير تابع للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى معلومات جُمعت من الشبكات الاجتماعية وقواعد البيانات العامة، ومن تسريبات سابقة.
“كابوس سيبراني”
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تم إنتاج هذه الملفات باستخدام أداة آلية تعرف باسم “بروفايلر”، وقد أمكن جمع المعلومات، وتحليلها ومزجها من مصادر مفتوحة لإنشاء “بروفايل” مفصل عن الأهداف الاستخبارية.
وبهذه الطريقة، تم تجميع معلومات شخصية حساسة عن آلاف الأشخاص الذين يخدمون أو خدموا في مختلف قواعد سلاح الجو الإسرائيلي.
ويرجع خبراء أن هذا الاختراق –الذي سمته هآرتس “كابوسا سيبرانيا”– يظهر كيف أن نقص تطبيق معايير الأمن السيبراني على هيئات مختلفة في إسرائيل ساعد حماس في الحصول على معلومات يمكن أن تعرض آلاف المواطنين الإسرائيليين لعدد من التهديدات المختلفة، من الانتقام والاضطهاد والتشهير، إلى كونهم أهدافا للمراقبة الاستخبارية المتقدمة، أو التعرض للتهديدات القانونية في الخارج.
وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” قالت قبل أشهر إن حركة حماس تمكنت، قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، من الوصول إلى عشرات الكاميرات، منها عدد كبير داخل الكيبوتسات (المستوطنات الزراعية العسكرية) على حدود قطاع غزة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعترف بأنه تم الإبلاغ عما سُميت “مسألة الكاميرات”، لكن هذه المسألة لم تعالج بالسرعة اللازمة.
كما أضافت الصحيفة أن قدرات حماس في مجال الاستخبارات لم تتضح للإسرائيليين إلا بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة واستيلائه على البيانات الموجودة على الخوادم التي أنشأتها حماس تحت الأرض، وأجهزة الكمبيوتر المتصلة بها، وأن ما تم الكشف عنه ترك مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية عاجزين عن الكلام، وفقا لــ”إسرائيل اليوم”.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثلاثة جنود من لواء ناحال خلال معارك في قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 639 منذ بداية الحرب و 290 منذ بدء العملية العسكرية البرية على القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجنود الثلاثة قتلوا في انفجار “عبوة ناسفة” بمبنى في مدينة رفح.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن تحقيقاً أولياً يشير إلى أن المبنى المفخّخ يقع بالقرب من “معبر رفح”. وبحسب التحقيق، فإن الجنود الإسرائيليين استُدرِجوا إلى المبنى بعد إطلاق صواريخ مضادة للدروع عليهم منه. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أيضاً أن ضابطا وجنديين أصيبوا بجروح بالغة إثر الانفجار.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قد قال إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل شنت غزواً واسع النطاق لرفح جنوبي قطاع غزة.
وكان كيربي يرد أيضا على أسئلة حول غارة جوية إسرائيلية وما نتج عنها من حريق يوم الأحد أدى إلى مقتل 45 فلسطينياً على الأقل في مخيم للنازحين. وتقول إسرائيل إنها تعتقد أن الحريق ربما يكون ناجماً عن انفجار أسلحة مخزنة لدى حماس.
وقال كيربي للصحفيين إن الصور التي التقطت من غارة يوم الأحد، والتي أسفرت عن مقتل معظم النساء والأطفال وكبار السن، كانت “مفجعة” و”مروعة”. وأضاف: “لا ينبغي أن تُفقد أرواح بريئة هنا نتيجة لهذا الصراع”. لكنه أقر بأن إسرائيل تحقق في الحادث، وقال “ما زلنا لا نعتقد أن هناك ما يبرر عملية برية كبيرة.. ولم نر ذلك في هذه المرحلة”.
هآرتس: حماس تملك بيانات مفصلة لآلاف الجنود الإسرائيليين وعائلاتهم