الرقص الشرقي هو ترجمة للمصطلح الفرنسي “danse du ventre”، وظهر المصطلح لأول مرة في النقد الفني عام 1864 و استخدم مصطلح “الرقص الشرقي” للإشارة إلى الراقصين الشرقيين في معرض يونيفرسال في باريس عام 1893 و يشير الرقص الشرقي إلى مجموعة كبيرة من أساليب الرقص الاحترافية، ويشمل أساليب مثل الرقص الصعيدي والغوازي ورقص العوالم.
و العوالم كما وصفتها الباحثه نفيسة الغمراوي في كتابها “أصول الرقص الشعبي و الفرعوني ” هي السيدة التي تعلم و تمارس فنون الرقص و الغناء و الموسيقي و انشاد الشعر و القاءه و كان يوجد مدارس قديماً اختصت بتعاليم الفتيات كل هذة الفنون.
اما بالنسبة لمصطلح “الهشك بشك” فهو مصطلح مصري وله أصول لغوية فصيحة ، فالهشك يعبر عن الهز ، أما مصطلح بشك فمعظم المعاجم العربية قالت أنه لفظ يجمع بين التسرع و الإرتجال ، فأصبح الهشك بشك يعطي معنى الهز السريع أو الهز المرتجل.
الرقص كان له دور كبير في حياة القدماء المصريين، حيث كان يعتبر جزءًا أساسيًا من العديد من الطقوس والاحتفالات الدينية والاجتماعية. في الثقافة المصرية القديمة، كان الرقص يقدم كطقوس دينية للإحتفال بالأعياد والمناسبات الخاصة، كما كان يستخدم أيضًا في الاحتفالات الزراعية والحروب.
تمثل اللوحات الجدارية في المعابد والمقابر المصرية القديمة دليلاً على ممارسة الرقص، حيث يُصوّر فيها الرقصاة والرقصة بأوضاع مختلفة. وكان الرقص يشمل تقنيات متنوعة مثل الحركات الإيقاعية والمتموجة التي تعبر عن فرح وحماس الراقصين ، بالإضافة إلى ذلك، يشير بعض النصوص القديمة إلى دور الراقصات في المجتمع المصري القديم، حيث كانت يُقدَّر مهاراتهن وتعتبر علامة على الجمال والأنوثة والحيوية.
القدماء المصريين كانوا يمارسون العديد من أنواع الرقص التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية والدينية. من بين أنواع الرقص التي كانت شائعة لدى القدماء المصريين:
1. رقص الفرح والاحتفالات: كان يتم الرقص في المناسبات السعيدة مثل الأعياد والمناسبات الزواجية والمهرجانات الدينية. كانت هذه الرقصات تتميز بالحركات السريعة والمتموجة والمرحة.
2. رقص الطقوس الدينية: كان يستخدم الرقص في الطقوس الدينية والاحتفالات الدينية كطريقة للتعبير عن التقدير والتبجيل للآلهة والأرواح الخارقة. كانت هذه الرقصات تتميز بالحركات الصارمة والمنظمة التي تمثل الاحترام والخشوع.
3. رقص العروض الفنية: كان الرقص موجودًا في العروض الفنية والأداء المسرحي، حيث كانت الراقصات يؤدين الرقصات الاحترافية والمتقنة أمام الجمهور.
4. رقص الحروب: في بعض الأحيان كان يتم استخدام الرقص كجزء من التحضيرات للحروب أو أثناء الاحتفال بالانتصارات العسكرية.
تُظهر اللوحات الجدارية والنقوش القديمة في مصر القديمة توثيقًا لهذه الأنواع المختلفة من الرقص وتوضح الأوضاع والحركات التي كانت ممارسة خلالها.
و مع الوقت أصبح الرقص الشرقي جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والفني في مناطق مختلفة من العالم العربي وأيضًا في أنحاء العالم الأخرى. يتميز الرقص الشرقي الآن بالعديد من الفوائد الصحية والنفسية، ومنها:
1. تحسين اللياقة البدنية: يعتبر الرقص الشرقي نشاطًا رياضيًا يساهم في تحسين اللياقة البدنية وزيادة قوة العضلات والمرونة.
2. تحسين الصحة القلبية: يمكن أن يساعد الرقص الشرقي في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية من خلال زيادة نشاط القلب وتحسين الدورة الدموية.
3. تحسين المزاج والتخفيف من التوتر: يساعد الرقص الشرقي في تحفيز إفراز هرمونات السعادة في الجسم مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يساهم في تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق.
4. تعزيز الثقة بالنفس: يمكن لممارسة الرقص الشرقي أن تساعد في تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الشعور بالانتماء والتواصل مع الآخرين.
5. تحسين التوازن والتنسيق: يتطلب الرقص الشرقي استخدام الجسم بشكل متناغم وتنسيق الحركات، مما يساهم في تحسين التوازن والتنسيق الحركي.
6. تعزيز التفاعل الاجتماعي: يعتبر الرقص الشرقي نشاطًا اجتماعيًا ممتعًا يمكن ممارسته بشكل فردي أو في مجموعات، مما يعزز التواصل والتفاعل الاجتماعي.
ومن أبرز الراقصات : بديعة مصابني، دليلة، ديدم ،دينا ،فيفي عبده، أوزل توركباش، نادية جمال ،نجوى فؤاد ،نعيمة عاكف، نسرين توبكابي، سامية جمال، سيرينا ويلسون ،سهير زكي ،تحية كاريوكا ،زينات علوي.
في الختام، يُعتبر الرقص الشرقي جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والفني في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى. يتميز هذا النوع من الرقصات بأناقته وجماله، ويعكس التعبير الفني عن المشاعر والعواطف بشكل راقي ومتقن. يشكل الرقص الشرقي جزءًا مهمًا من الحياة الاجتماعية والثقافية في المنطقة، حيث يُقدم في مختلف المناسبات والأحداث و بفضل تنوع أساليبه وتطوره عبر العصور، يستمر الرقص الشرقي في جذب الجماهير ويحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم. ومن خلال الحفاظ على هذا التراث الثقافي وتعزيزه، يُسهم الرقص الشرقي في تعزيز التفاهم الثقافي والتواصل بين الثقافات المختلفة. إنه فن راقي يجمع بين الجمال والتعبير الفني، ويحمل في طياته روح الفن والتراث والتنوع الثقافي للمنطقة.