يمكن للأفراد الأن بسهولة كبيرة بتصميم صور مزيفة باستخدام تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في الحملات الانتخابية، على الرغم من وضع لوائح تهدف إلى الحد من تصميم مثل هذا المحتوى.
وتحظر شركات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية المستخدمين من تصميم الصور “المزيفة”.
بيد أن باحثين في مركز مكافحة الكراهية الرقمية، وهو منظمة غير ربحية تراقب خطاب الكراهية عبر الإنترنت، حاولوا التغلب على تطبيق تلك اللوائح، ونجحت جهودهم في اختبار تصميم صور مضللة متعلقة بالانتخابات الأمريكية.
واستطاع المركز اختبار أربعة من أكبر منصات تصميم الصور بالذكاء الاصطناعي الموجهة للجمهور وهي “ميدجورني”، و”تشات جي بي تي بلس” التابعة لمؤسسة “أوبن إيه آي”، و”دريم ستوديو” التابعة لمؤسسة “ستابيلتي دوت إيه آي”، و “إيمدج كريتو” التابعة لشركة مايكروسوفت.
وتحظر جميع هذه الشركات، كجزء من شروطها وأحكامها، تصميم صور مضللة، كما تحظر منصة “تشات جي بي تي بلس” صراحة تصميم صور لشخصيات سياسية.
وتقول العديد من شركات الذكاء الاصطناعي إنها تعمل على وقف استخدام أدواتها في نشر معلومات مضللة بشأن الانتخابات.
وعلى الرغم من ذلك استطاع باحثو المركز طلب تصميم صور يمكن استخدامها في التأثير على توجهات الناخبين بشأن المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
كانت بين تلك الصور واحدة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وقد اقتادته الشرطة مكبل اليدين، بينما أظهرت صورة أخرى الرئيس الحالي، جو بايدن، طريح الفراش في مستشفى، وهي صور مزيفة تلمح إلى مشاكل قانونية تلاحق ترامب وتساؤلات بشأن صحة بايدن.
كما كان من السهل أيضا تصميم صور تتسم بالواقعية إلى حد يمكن أن تقوّض ثقة الناخبين في سير العملية الانتخابية نفسها، مثل صور مزيفة لأوراق اقتراع ملقاة في سلة المهملات، وصور أخرى لعاملين في الإشراف على سير العملية الانتخابية وهم يعبثون بآلات التصويت.
وأكدوا باحثو المركز إن التهديد الذي يمثله الذكاء الاصطناعي ليس نظريا، فوفقا لقاعدة بيانات عامة، صمم مستخدمو منصة “ميدجورني” بالفعل صورا مضللة، من بينها صور مزيفة لبايدن وهو يسلم أموالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأخرى لترامب وهو يلعب الجولف مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
كما رصد الباحثون أيضا بعض الأدلة على وجود زيادة كبيرة في تصميم الصور المضللة المحتملة التي تصل إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية.
وقال المركز إن منصة “إكس”، تويتر سابقا، شهدت زيادة في عدد الملاحظات الخاصة بالشبكة، بعد أن علق مستخدمون على تغريدات مزيفة ومضللة، الأمر الذي يشير، بحسب بيانات، إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي سجل زيادة بمتوسط 130 في المائة شهريا خلال العام الماضي.
وأوضح متحدث باسم شركة “ميدجورني” إن أنظمة الإشراف والمراقبة لدينا “تتطور باستمرار. كما ستصدر قريبا تحديثات متعلقة على وجه التحديد بالانتخابات الأمريكية المقبلة”.
كما وصفت شركة مايكروسوفت استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الصور المضللة بأنه “قضية بالغة الأهمية”، وقالت الشركة إنها أنشأت موقعا إلكترونيا بأدوات يمكن للمرشحين استخدامها والإبلاغ عما يعرف باسم “التزييف العميق”، كما يستطيع الأفراد استخدام الموقع للإبلاغ عن مشكلات تتعلق بتقنية الذكاء الاصطناعي، ومشاركة البيانات بغية السماح بتتبع الصور والتحقق من صحتها.