تمر اليوم الأحد، الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروتالكارثة الإنسانية الكبرى فى تاريخ لبنان، وفى سياق إحياء هذه الذكرى وضع ممثل قائد الجيش اللبنانى العماد جوزاف عون إكليلًا على نصب شهداء انفجار مرفأ بيروت، تكريمًا لأرواحهم، وعُزفت الموسيقى العسكرية، وعزف و نشيد الشهداء ومعزوفة الموتى.
والمفارقة ، أن الذكرى الرابعة تمر بينما لم يتم حتى الآن كشف المتورطين فى هذا التفجير الذى صُنف كأكبر الانفجارات غير النووية في العالم.
وتنديدا بغياب العدالة، خرجت العديد من المسيرات التى جابت شوارع بيروت الأحد، كما نادى أسر الشهداء بكشف الحقيقة وإنفاذ العدالة والمحاسبة لم يثمر بعد بالرغم من مضي أربع سنوات، فالتحقيق في الانفجار لا يزال عالقا.
انطلقت عدة مسيرات لأهالى ضحايا انفجار مرفأ بيروت ، الأولى من ساحة الشهداء والثانية من مركز فوج الإطفاء في منطقة الكرنتينا، ومسيرة أخرى بدعوة من تجمع أهالي شهداء و جرحى و متضرري إنفجار مرفأ بيروت، من أمام مدخل بلدية الغبيري جهة جسر المطار إلى قصر العدل(وزارة العدل)، ثم معاودة الإنطلاق إلى مرفأ بيروت البوابة رقم (٣) حيث سيكون التحرك المركزي.
وعقب ذلك، تم وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري فى المرفأ وقراءة الفاتحة لأرواح الضحايا، ويضع المدير العام للدفاع المدني بلبنان العميد ريمون خطار إكليلا من الزهور، على ضريح شهداء مرفأ بيروت في الذكرى السنوية الرابعة لهذه الفاجعة.
تحقيق العدالة
ومن جانبه، قال البطريرك المارونى مار بشارة الراعى ، إننا نجدد إدانتنا لهذا التفجير الذي أوقع مئات القتلى وآلاف الجرحى وهدّم نصف العاصمة، و نجدد التعازي لأهالي الضحايا ونصلى من أجل شفاء الجرحى. حيث تصادف اليوم الذكرى الرابعة لتفجير مرفأ بيروت.
وطالب الراعى برفع التدخلات السياسية والحزبية عن القضاء اللبنانى؛ لكي يستطيع التحرك من أجل العدالة والحقيقة لكي لا تتكرر مثل هذه الجريمة، مضيفاً نطالب بتحقيق دولى طالما القضاء المحلى معطل للسنة الرابعة.
من جانبها أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، عن تجديد مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيقٍ محايدٍ وشاملٍ وشفاف لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة والمحاسبة، وشددت على أهمية وجود قضاء مستقل وناجز في لبنان جنبًا إلى جنب مع تفعيل وتمكين مؤسسات الدولة الأخرى.
وأضافت أن الغياب التام للمحاسبة عن كارثة من صنع الإنسان كهذا الانفجار يعد أمرا مذهلا، وعلى السلطات المعنية أن تعمل بلا كلل لإزالة جميع العوائق أمام التحقيق – سواء كانت هيكلية أو سياسية – ولكن ما يحدث هو العكس تماماً.
وأشارت بلاسخارت، إلى أن انفجار مرفأ بيروت كانت له أصداء في جميع أنحاء العالم، وأن ألم هذه العائلات يتضاعف وتتعرض للظلم مراراً وتكراراً بسبب الفشل في تحقيق العدالة حتى الآن.
وفى السياق نفسه، طلبت السفارة الفرنسية ببيروت الاستماع إلى أصوات اللبنانيين الذين يطالبون بالحقيقة، وكتبت السفارة على منصة “أكس”: “بعد مضي أربعة أعوام على انفجار مرفأ بيروت، تبقى فرنسا على تضامنها مع لبنان واللبنانيين، الذين يطالبون بالعدالة وبمكافحة الإفلات من العقاب، ويجب الإصغاء إلى صوتهم”.