على الرغم من الحروب وتفشي الأمراض وشح المساعدات التي يعاني منها السودانيون يومياً، ظهرت كارثة جديدة لتزيد من معاناتهم. فقد تعرضت ولاية البحر الأحمر بشرق السودان لكارثة إثر انهيار جزء من سد أربعات، الواقع على بعد حوالي 20 كيلومتراً من مدينة بورتسودان، بسبب الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت المنطقة في الأسابيع الماضية.
غمرت المياه القرى المحيطة بالسد، مما أدى إلى وفاة العشرات من السكان الذين حاصرتهم المياه. كما لا يزال العديد من المدنيين في عداد المفقودين بعد أن تسبب انهيار السد في سيول جارفة محملة بكميات كبيرة من الطمي، اجتاحت بعض القرى المجاورة.
بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة، أعلنت إدارة المرور السريع بولاية البحر الأحمر في السودان يوم السبت عن إغلاق الطريق الواصل بين مصر والسودان. تعرض الطريق لأضرار جسيمة في منطقتي عروس عند الكيلو 17 والكيلو 20 نتيجة الفيضانات والأمطار، بالإضافة إلى تدفق المياه الناتج عن انهيار سد أربعات، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
تعاني ولاية البحر الأحمر من أمطار غزيرة منذ أسابيع، مما أدى إلى حدوث سيول وفيضانات ضخمة في بعض المناطق، تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
سد أربعات، الذي يزود ولاية البحر الأحمر بالمياه العذبة، انهار الأسبوع الماضي بعد ارتفاع منسوب المياه، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. يتميز السد بأهميته كخزان لتخزين مياه الأمطار الموسمية، وهو المصدر الرئيسي للمياه في مدينة بورتسودان.
وأفادت وزارة الصحة الاتحادية في السودان بأن السيول والأمطار الغزيرة أدت إلى مقتل 132 شخصاً على الأقل. وذكرت الوزارة في بيان لها يوم الاثنين أن “تقرير موسم الخريف كشف عن تأثر 10 ولايات، وبلغ عدد الأسر المتضررة 31,666 أسرة، بإجمالي 129,650 فرداً”، كما أضافت أن “عدد الوفيات بلغ 132 حالة”.