وصلت سيارات الإسعاف التي تحمل جثث عمال الإغاثة الدوليين الستة الذين قتلوا في الغارة الجوية الإسرائيلية على مركبة كان يستقلها فريق إغاثي تابع لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” الخيرية في غزة يوم الاثنين، إلى الحدود بين غزة ومصر، بحسب مراسل بي بي سي في غزة، عدنان البرش.
وستُنقل الجثث قريبًا عبر الحدود قبل إعادتها إلى بلدانها الأصلية، وهي بريطانيا وأستراليا وبولندا.
وقدم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، مساء الثلاثاء، “اعتذاره” بعد مقتل سبعة أشخاص يعملون في المؤسسة الخيرية جراء غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أقر بأن غارة إسرائيلية “غير مقصودة” قتلت “أبرياء” في غزة، في إشارة إلى عمال الإغاثة التابعين للمؤسسة الخيرية.
وقال نتنياهو في رسالة مسجلة بالفيديو: “للأسف، خلال الـ 24 ساعة الماضية، كانت هناك حالة مأساوية إذ ضربت قواتنا الأبرياء دون قصد في قطاع غزة”.
وأضاف: “يحدث ذلك في الحرب، ونحن نتحقق من ذلك حتى النهاية، ونحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يحدث هذا الشيء مرة أخرى”.
وقررت مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” – المطبخ المركزي العالمي – الخيرية للأغذية، تعليق عملياتها في غزة بعد مقتل سبعة من موظفيها في غارة جوية إسرائيلية.
وقالت المؤسسة الخيرية إن القتلى كانوا ضمن قافلة مساعدات كانت تغادر أحد المستودعات وسط غزة، وأشارت إلى أنها “ستتخذ قرارات بشأن مستقبل عملها قريبا”.
وقال جيش الدفاع الإسرائيلي إنه يجري “مراجعة شاملة” للحادث.
كما ألقى المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزة باللوم على إسرائيل.
ردود الفعل دولية
الولايات المتحدة
صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء إنه يشعر “بالغضب والحزن” تجاه غارة جوية إسرائيلية في غزة أدت إلى مقتل سبعة أشخاص يعملون في منظمة المطبخ المركزي العالمي.
ودعا بايدن، الذي أجرى اتصالا هاتفيا مع مؤسس منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، في بيان إسرائيل إلى بذل المزيد من أجل ذلك حماية عمال الإغاثة. “يجب أن يكون التحقيق الإسرائيلي في الحادث سريعا يجب أن تتحقق المساءلة، ويجب أن يتم التوصل إلى نتائج.
وأضاف بايدن قائلا : “الأمر الأكثر مأساوية هو أن هذا ليس حادثا قائما بذاته” وقال”لقد كان هذا الصراع من أسوأ الصراعات في الآونة الأخيرة من حيث عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا”.
بولندا
طالب نائب وزير الخارجية البولندي، أندريه زيجنا، إسرائيل بـ “تعويض” عائلات عمال الإغاثة السبعة الذين قتلوا، وبينهم مواطن بولندي.
وقال زيجنا في تصريح إذاعي “على السلطات أن تفكر في الطرف الذي ينبغي أن يتحمل مسؤولية جنائية لضغطه على زر معين، وفي كيفية تعويض عائلات الضحايا، رغم أنه يستحيل القيام بذلك (باللجوء) إلى المال”.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية البولندي أنه “طلب شخصيا من السفير الاسرائيلي ياكوف ليفن تفسيرات عاجلة”.
من جهته، قال الرئيس البولندي أندريه دودا “ما كان ينبغي لهذه المأساة أن تقع ويجب تفسير ملابساتها”.
بريطانيا
هذا واستدعت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، سفير إسرائيل في لندن للتعبير عن “تنديدها الحازم” بمقتل عمال الإغاثة في غزة، بينهم ثلاثة بريطانيين.
ويأتي استدعاء السفير الإسرائيلي في وقت دعا فيه رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إسرائيل إلى توضيح ملابسات “الواقعة المأسوية”.
وشدد سوناك على ضرورة أن تتخذ إسرائيل “خطوات فورية لحماية عمال الإغاثة وتسهيل العمليات الإنسانية الحيوية في غزة”.
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، أندرو ميتشل، في بيان “طلبت إجراء تحقيق سريع وشفاف، وتقاسم النتائج مع المجتمع الدولي برمته، ومحاسبة المسؤولين (عن الهجوم) في شكل كامل على أفعالهم”.
وأضاف ميتشل “نحتاج إلى تعليق إنساني فوري” للعمليات الحربية “لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن ومن ثم المضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار”.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، على أن مقتل عمال الإغاثة أمر “غير مقبول بتاتاً”، ودعا إسرائيل إلى تقديم “تفسير كامل وشفاف” عما حدث.
إسبانيا
طالب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشي، إسرائيل بـ”التوضيح في أسرع وقت ممكن” بشأن الغارة التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة الذين كانوا يفرغون المواد الغذائية التي هم في أمس الحاجة إليها في غزة.
وقال سانشيز أثناء زيارة لمخيم جبل الحسين للاجئين الفلسطينيين في الأردن: “لقد ماتوا أثناء قيامهم بما كانت تفعله هذه المنظمة غير الحكومية منذ سنوات، وهو إطعام الناس وسط الكثير من الدمار”.
وأضاف “أتوقع وأطالب الحكومة الإسرائيلية بتوضيح ملابسات هذا الهجوم الوحشي الذي أودى بحياة سبعة من عمال الإغاثة الذين لم يفعلوا شيئا سوى المساعدة في أسرع وقت ممكن”.